خمسة حروب هي التي خاضها الجيش العربي السوري إلى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية في وجه الكيان "الإسرائيلي"، فيما تحسب هذه الحرب هي أهم تلك الحروب التي تدخلت فيها المقاومة اللبنانية للدفاع عن سورية المقاومة والممانعة، هي معركة حسم خيار، فهي بالنسبة إلى المقاومة ليست معركة تكتيكية، إنما هي حرب المقاومة وجبهتها الممتدة من إيران إلى العراق إلى لبنان؛ رأس الحربة مع العدو "الإسرائيلي"، مروراً بسورية.
حربٌ هي الأشرس على كل هذا المحور منذ أن التزم هذا المحور ببعضه، يجعله ينطلق للدفاع عن مصيره الحتمي، الذي إن هُزم فإنه بهزيمته تتغير معها خريطة السياسة والاقتصاد والاجتماع في المنطقة، وإن صمد يكون انتصر هذا المحور المقاوم، وعزة للمقاومين.
لذلك فإن المقاومة اللبنانية وسورية وكل هذا التحالف، وحولهم الأحرار في كل العالم، يعلمون أنه بسقوط سورية في أيدي التكفيريين والكيان "الإسرائيلي" والولايات المتحدة الأميركية، تسقط غزة والقدس، فالمقاومة تعتبر نفسها تدافع عن لبنان وفلسطين وسورية، فنحن أمام مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها، كون سورية ظهر المقاومة وسندها، ليست بشعارات ولا عبارات، بل حقيقة، فسورية العمق الاسترايتيجي للمقاومة، والمقاومة لن تترك ظهرها مكشوفاً، فالمعركة في سورية فرضت على المقاومة لحماية مشروعها الاستراتيجي، وهذا ما جنّب سورية الحرب الأميركية عليها، كون الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها يعلمون أن المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتها تقف مع سورية، فكان التراجع الذي شكل أحد أوجه الانتصار للمحور كاملاً.
فمحور المقاومة لن يترك سورية للتكفيريين الذي يتلقّون دعماً واضحاً وعملانياً من دول الخليج وبعض الدول الإقليمية ودول أوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية والكيان "الإسرائيلي".. هم الاحتلال الواضح الذين استقدموا مقاتلين من كل الجنسيات العربية وسواها وصلت إلى ثمانين جنسية، ليقاتلوا فيها، فالحدود المفتوحة والقواعد الأميركية التي تدرب المقاتلين، والدعم اللامحدود من دول الخليج، وتحديداً السعودية، يجعلون هذه المعركة واضحة المعالم، فمن هو الذي يحاول احتلال سورية ومعاقبتها على دعمها للمقاومة؟ لم يتوقف الأمر على ذلك، بل تدفع سياسياً ودبلوماسياً للعدوان على سورية وتسخّر كل علاقاتها مع التنظيمات التكفيرية في العالم، كالشيشان والأفغان والباكستان، وتدفعهم نحو سورية، ما يشير بوضوح إلى أن سياسة الرياض تلعب دور العصا التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية والكيان "الإسرائيلي"، والتي تهدف لتفتيت شعوب المنطقة، وإخضاعها للإرادة الأميركية و"الإسرائيلية"، وبقاء اليد القوية في المنطقة هي اليد المتحالفة مع الكيان "الإسرائيلي" والولايات المتحدة.